إنّ الأكراد أو الكرد هم مجموعةٌ عرقيةٌ تقطن المناطق الغربية من قارة آسيا، تحديداً بمحاذاة جبال زاكروس وجبال طوروس، أو ما يُدعى بمنطقة (كردستان الكبرى) كما يُطلق عليها الأكراد، وتشمل أجزاء من شمال شرق العراق، وشمال غرب إيران، إلى جانب شمال شرق سوريا، وجنوب شرق تركيا، ويُشكل الأكراد واحدةً من كُبرى القوميات التي لا تملك دولةً مستقلةً موحدة ومُعترفاً بها على مستوى العالم.
عدد الأكراد في تركيايبلغُ عدد الأكراد في تركيا حسب إحصائيات 2014 خمسة عشر مليون كردي، أي ما نسبته عشرين بالمئة، من إجمالي عدد السكان في تركيا البالغ عددهم أكثر من ستةٍ وسبعين مليون نسمة، ويتركز أغلب هؤلاء في منطقة الجنوب الشرقي لتركيا، بينما تصل نسبة تواجد الأكراد إلى ثمانية عشر بالمئة تقريباً من إجمالي تعداد السكان في مدينة إسطنبول كُبرى المدن التركية، كما يشكل أكراد تركيا نسبة ستةٍ وخمسين بالمئة، من مجموع الأكراد في العالم.
علاقة الأكراد بنظام الحكم في تركيافي العام 1924م تمّ الإعلان عن تأسيس الجمهورية التركية الحديثة، على يد مصطفى كمال أتاتورك الذي تبنى نهجاً يُلزم مختلف الأقليات العرقية الموجودة في تركيا، باللغة والثقافة التركية الموحدة، وكان من المُحرم على الأكراد التحدث باللغة التركية، أو ممارسة أي نشاطٍ سياسي خاص بالأكراد، واستمر ذلك حتى عام 1991م.
لقد أدى ما سبق إلى فتح باب المواجهة العنيفة، بين عددٍ من أكراد تركيا وبعض الأقليات الأخرى، بزعامة الكردي سعيد بيران من جهة، وبين نظام الحكم في تلك الفترة من جهةٍ أُخرى ولقد أعلنت الأقليات (الثورة) على نظام الحكم في تركيا، وذلك في فترة أواخر شهر أذار/مارس عام 1925م، ثمّ توسع ذلك ليشمل قرابة ستمئةِ ألفٍ من الأكراد، ومائة ألفٍ من الشركس، والعرب، والأرمن وغيرهم، وقد تمكن هؤلاء من فرض حصارٍ على مدينة ديار بكر، دون إحكام السيطرة عليها، وبعد قرابة شهرٍ على بدء ثورة الأقليات على نظام أتاتورك، تمّ اعتقال سعيد بيران وآخرين، ونُفذ حكم الإعدام بحقه، في أواخر شهر أيار/ مايو من العام نفسه.
على تعاقب الحكومات التركية فقد استمرت علىالنهج نفسه بحظر نشاط الأكراد، أو حتى وصفهم بالأكراد، حيثُ كان يُطلق عليهم مصطلح: (شعب شرق الأناضول) وبعد استمرار العمليات المُسلحة التي تبناها حزب العمال الكردستاني ضدّ الحكم في تركيا في فترة الثمانينيات استخدم رئيس الوزراء التركي آنذاك (توركت أوزال) لأول مرة، كلمة (الأكراد) لوصف الشعب الكردي في تركيا، وفي عام 1991م رفع (أوزال) الحظر الكلي على استخدام اللغة الكردية، مُبقياً على الحظر الجزئي عليها، وما زالت علاقة الأكراد بنظام الحكم في تركيا، حتى الوقت الحالي على صفيحٍ ساخن.
المقالات المتعلقة بكم عدد الأكراد في تركيا